تحكى صاحبه القصه فتقول..كنت كثيرا ماأتضايق من كلام والدي ونصائحه المستمرة , ولومه الدائم لي على أخطائي او أختياراتي لأصدقائي او حتى مجالات دراستي , كنت دائم الشجار والمعاندة لابي الذي كان يحاول بدوره اقناعي بافكاره وارائه . وذات يوم تناقشنا انا وأبي حول موضوع الهجرة للعمل خارج بلدي والعادة كان جوابه الرفض النهائي للفكرة فخرجت بعد مشادة كلاميه بيني وبينه كالعادة وانااتمنى ان اترك العيش معه وان لا اعود لهذا البيت ثانيه أبدا سأسافر وأعمل وأحقق ذاتي واحلامي وبينما هذه كانت الأفكار تدور في رأسي لم أشعر الا و ساقتني قدماي الى أحد المحال التجاريه لبيع الملابس الجاهزة ،فلفت انتباهي كبقية الموجودين صوت سيدةكبيرة في السن تصرخ بهستيريا عارمة وهي تتسوق بجوار ابنها وزوجته، ويبدو
من تصرفاتها أنها مختلة عقلياً.كانت ألام تختطف الملابس من الأرفف وكأنها طفلة، وابنها لا
يبادلها إلا بابتسامة الرضا، وكان يردد خذي كل شيء أنت تستحقينه، كان
مشهدا ً أوقف الدم في جسدي، وبت مذهولاً منه، ولو كنت مكانه لاكتفيت بأن
أوفر لأمي أي شيء تحتاجه لكن بعيدا عن أنظار الناس، إلا أن هذا الرجل لم
يكن يكترث بل يتصرف على طبيعته». لحقت بالرجل فور مغادرته المحل وطلب
منه أن يحادثه قليلاً على انفراد، فرحب بي «بعد أن سلمت عليه أخبرته
بإعجابي بتصرفه وطلبت منه أن يحكي لي حكاية والدته، فقال لي أنها أصيبت
بحادثة مرورية حولتها إلى خرساء ومختلة عقلياً، لكنها لم تتغير في نظري،
بل بقيت أمي التي لم أوفيها فضلها، لذا لا أشعر بأنها مختلفة عن باقي
الأمهات .
وعن عدم خجله من نظرات الناس لها قال: «لو كنت مكانها ما الذي كانت ستصنع
في رأيك؟ هل ستبقيني في المنزل وتذهب للتسوق، أم أنها ستحارب كل من يقترب
مني بشراسة، لا يوجد ما أخجل منه، بل أنا افتخر بها على أي شكل وفي أي
ظرف، وسأبقى خادمها المطيع
، لم أتمالك نفسي وبكيت امام
عظمة هذا الإنسان وخلقه وتندمت كثير لطريقه معاملتي لوالدي ومن هذه اللحظة أصبحت أكثر إنسانية بالنسبة
لوالدي وغيرت الكثير من تصرفاتي معه بسبب هذا الرجل».